الهلال والنصر- دوافع الانتماء، ولاء الجماهير، وتفاعل في الدوري السعودي

المؤلف: خالد البدر من الرياض08.26.2025
الهلال والنصر- دوافع الانتماء، ولاء الجماهير، وتفاعل في الدوري السعودي

أظهرت دراسة حديثة أعدّتها شركة "دي آر سي" الاستشارية، أن نادي الهلال يتفوّق في استقطاب الجماهير بفضل سلسلة إنجازاته وبطولاته المتواصلة، بينما ينجذب عشاق النصر إلى ناديهم بشكل أساسي لوجود نخبة من النجوم العالميين في صفوفه، ما يعكس تبايناً جوهرياً في الدوافع الكامنة وراء الانتماء إلى كل من الناديين.

تهدف هذه الدراسة، التي امتدت من 1 يونيو إلى 2 يوليو من العام الحالي، إلى توفير فهم معمّق لسلوكيات وتوجهات الجماهير السعودية تجاه أنديتها المفضلة. وقد تم التركيز على أندية (الهلال، النصر، الأهلي، والاتحاد) نظراً لشعبيتها الجارفة وتأثيرها الرياضي والإعلامي الواسع النطاق داخل المملكة وخارجها. تعتمد الدراسة على بيانات ميدانية دقيقة وموثوقة، بالإضافة إلى تحليل شامل لآراء المشجعين.

يتبوأ نادي الهلال صدارة الأندية السعودية الأكثر تتويجاً بالألقاب، حيث يمتلك في رصيده 70 بطولة. في المقابل، اشتهر النصر بإبرام صفقات مع لاعبين دوليين بارزين، وعلى رأسهم النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو.

وتجلّى نادي الهلال كأكثر الأندية جاذبية للجماهير من خلال عامل "البطولات والتاريخ" بنسبة تصل إلى 42%، بينما حصد النصر المرتبة الأولى في دافع "النجوم واللاعبين" بنسبة 24%.

ووفقاً للنتائج، يعتبر تأثير العائلة الدافع الأهم للانتماء الجماهيري، حيث صرح 38% من المشاركين بأنه السبب الرئيسي وراء تشجيعهم للنادي. وقد تصدر ناديا الاتحاد والأهلي قائمة الأندية التي يرتبط جمهورها بدافع العائلة بنسبة 42% و 40% على التوالي.

ويعتقد نحو 96% من الجماهير أن التعاقد مع اللاعبين العالميين قد عزز اعتزازهم وفخرهم بالدوري السعودي، ويتفق 93% على أن ذلك قد رفع من مستوى جودة التغطية الإعلامية. وتتميز جماهير النصر باستعداد أكبر للدفع بنسبة 51%.

الاتحاد يتصدر في متوسط الحضور الجماهيري

وحتى نهاية مارس 2025، تصدّر نادي الاتحاد الأندية من حيث متوسط الحضور الجماهيري على أرضه بواقع 34.5 ألف مشجع، يليه الأهلي بـ 22.9 ألف، ثم الهلال بـ 17.9 ألف، والنصر بـ 17 ألف.

وتُظهر النتائج أن 39% من الجماهير قد حضروا فعلياً مباراة واحدة على الأقل خلال الموسم، مع تراجع في الحضور مع التقدم في العمر، وتفوق ملحوظ للذكور بنسبة 48% مقابل 13% للإناث.

ويتصدر جمهور الاتحاد قائمة الحضور بنسبة 52% مدفوعاً بإنجازات الفريق، يليه الأهلي بـ 41%، ثم الهلال بـ 35%، بينما يسجل النصر أدنى نسبة حضور عند 27%.

وبحسب البيانات، فإن 68% من المشجعين يشجعون أنديتهم منذ أكثر من 10 سنوات، حيث تتصدر جماهير الاتحاد والهلال بنسبة 75%، يليهما النصر بـ 64%، والأهلي بـ 59%.

وتبرز فجوة جلية بين الجنسين، حيث يمتلك 74% من الذكور تاريخ ولاء طويل لأنديتهم مقابل 53% فقط من الإناث، ما يشير إلى صعود شريحة جديدة من المشجعات مدفوعة بتمكين المرأة وتوسع دورها في المجال الرياضي.

ويتزايد التفاعل العاطفي لدى الجماهير، إذ يعبّر 89% عن انتمائهم من خلال متابعة المباريات، مقابل 3% فقط من خلال الاشتراك في عضوية النادي أو إحدى خدماته. وترتفع النسبة إلى 90% بين من شجعوا أنديتهم لأكثر من 10 سنوات، مقابل 87% لمن شجعوا من 3 إلى 10 سنوات، و 79% للمنتمين الجدد.

وعلى مستوى الأندية، يتصدر الاتحاد النقاشات الرياضية بنسبة 38% بينما يسجل النصر أدنى تفاعل بـ 26%.

85 % لم يفكروا في تشجيع ناد آخر

وفيما يتعلق بالانتماء الجماهيري، لم يفكر 85% من المشاركين إطلاقاً في تشجيع ناد آخر، ويزداد هذا الولاء بمرور الوقت ليصل إلى 89% بين المشجعين منذ أكثر من 10 سنوات، مقابل 56% فقط للمنتمين منذ أقل من 3 سنوات، حيث يتصدر الهلال والاتحاد هذا الولاء بنسبة 89% و 88% على التوالي.

ويرى 74% من الجماهير أن الحب والولاء العاطفي هو الدافع الأبرز للتمسك بالنادي، وترتفع النسبة إلى 80% بين من يشجعون منذ أكثر من 10 سنوات، مقابل 44% فقط بين المشجعين الجدد. كما يبرز دافع التاريخ والهوية بشكل لافت لدى جماهير الاتحاد 64% والهلال 61%.

وتُظهر النتائج أن 93% من الجماهير يرون أن النجوم العالميين يعززون صورة النادي على الصعيد الدولي ويؤثرون في الولاء، ويعزز حضور هؤلاء النجوم الانتماء لدى 85% من المشجعين الجدد، مقابل 61% من القدامى، دون فروق تذكر بين جماهير الأندية.

ووفقاً للدراسة، فإن 87% من الجماهير يعيشون حماساً شديداً أثناء مباريات فريقهم، وهي أعلى نسبة بين المؤشرات العاطفية، وتزداد مع طول مدة الانتماء، كما يتصدر جمهور الاتحاد قائمة أكثر المشجعين في تفاعلاتهم.

ويشارك 74% من الجماهير فرحة الفوز مع الأصدقاء والعائلة، فيما ترتفع النسبة إلى 76% بين المشجعين القدامى، مقابل 67% للمشجعين الجدد، ويتصدّر جمهور الاتحاد والأهلي التفاعل بعد الفوز على مستوى الأندية.

ويتعامل 42% من الجماهير مع خسارة فريقهم بروح رياضية، وهو نمط التفاعل الأكثر شيوعًا بعد الخسارة، في حين يظهر الإحباط بشكل أكبر بين المشجعين القدامى (40%) مقارنة بالجدد (29%)، ويتصدر جمهور الهلال التفاعل الإيجابي بعد الخسارة بنسبة 44%، في حين يسجل جمهور الاتحاد أعلى مستويات الإحباط بنسبة 43%.

66 % يفضلون المنصة الرسمية لحجز التذاكر

وتُظهر النتائج تفضيل 66% من الجماهير للمنصة الرسمية كقناة لحجز التذاكر، وتعد الفئة الأقل من 28 سنة الأكثر اعتمادًا بنسبة 69%، مقابل 55% فقط لمن تجاوزوا 48 سنة.

وسجلت أعلى نسب استخدام للمنصة لدى الاتحاد 70% والأهلي 68%، يليهم الهلال 64% والنصر 58%، في المقابل، اعتمدت جماهير النصر بنسبة 24% على قنوات غير رسمية، وهي النسبة الأعلى بين الأندية.

وأظهرت النتائج رضا مرتفعا عن تجربة شراء التذاكر؛ حيث وصفها 46% بأنها ممتازة، و 27% بأنها جيدة جدًا، بينما قيّمها 7% فقط بسلبية وسجل جمهور الاتحاد أعلى نسبة تقييم إيجابي بـ 49% يليه الهلال والأهلي 45%.

وفيما يتعلق بالمرافق والخدمات داخل الملعب، أظهرت النتائج أن رضا الجماهير بلغ 78%، مع تباين بين عناصر التجربة حيث حظيت سهولة الوصول إلى المقاعد والنظافة العامة برضا مرتفع، بينما سجلت أسعار المأكولات والمشروبات أدنى رضا 67%.

كما تراوح رضا الجماهير عن تنوع الخيارات الغذائية بين 75% و 79%، باستثناء النصر الذي حقق 84%.

69 % ينوون تكرار حضور المباريات

بلغ رضا الجماهير عن متابعة المباراة والتفاعل داخل الملعب 84%، مع بروز "الجو العام" كعامل جذب رئيسي حيث سجل جمهور الهلال أعلى رضا بنسبة 86%، مقابل 83% لجماهير الاتحاد والأهلي.

وتشير نتائج الدراسة إلى أن 69% من المشاركين ينوون تكرار حضور المباريات، وهي نسبة إيجابية تُظهر رضا عامًا عن التجربة، بينما أظهرت الإناث نية أعلى للتكرار بنسبة 73% مقابل 69% للذكور، وعلى مستوى الأندية، تصدر جمهور الأهلي بنسبة 74% فيما سجل جمهور النصر أدنى نسبة بـ 63%.

ويفضل 83% من المشاركين البرامج الرياضية ذات التحليلات المتوازنة، بينما يرى 81% أن بعض البرامج تركز على الإثارة على حساب المعلومة.

وعلى الرغم من تنوع الخيارات الإعلامية، إلا أن برنامج "أكشن مع وليد" واصل تصدره المشهد بنسبة مشاهدة تبلغ 55%. في المقابل، لا يتابع 24% من المشاركين أي برنامج رياضي، ما يشير إلى فجوة في مواءمة المحتوى مع تطلعات شريحة كبيرة من الجمهور.

وبرز المعلق الإماراتي فارس عوض كمعلق مفضل بنسبة 64%، وترتفع شعبيته إلى 76% لدى جماهير الاتحاد. وتكشف البيانات أن 93% من الجماهير يفضلون المعلق الذي يوازن بين التشويق والتحليل، بينما يرى 85% أن صوت المعلق يؤثر مباشرة على استمتاعهم بالمباراة.

وتحتل منصة X موقعاً محورياً، إذ يعتمد عليها 79% من الجماهير لمتابعة أخبار الأندية، وترتفع النسبة إلى 81% بين الذكور و 83% لدى جماهير الأهلي.

ظهور لاعبي الأندية في الإعلانات مؤثر بقوة

وفيما يتعلق بالإعلانات التجارية، تظهر النتائج أن ظهور لاعبي الأندية فيها يتمتع بتأثير قوي وإيجابي، حيث يرى 80% أنه يرفع من جاذبية العلامات التجارية، خاصة لدى الإناث. ويلاحظ أعلى تفاعل بنسبة 81% لدى جماهير الاتحاد، مما يبرز اللاعب كنقطة اتصال عاطفي قوية.

وتوضح النتائج أن 60% من الجماهير يفضلون الإعلانات التي يظهر فيها اللاعبون، تليها الإعلانات القصصية التي تصور المشجعين (31%)، مما يدل على تفضيل واضح للرسائل ذات الطابع العاطفي على الرسائل الترفيهية أو المؤسسية، خصوصاً بين جماهير الاتحاد والأهلي.

وقد قام 64% من المشاركين بشراء منتجات مرتبطة بالنادي، مع تفوق ملحوظ للذكور (66%) على الإناث (59%)، فيما يتصدر جمهور الاتحاد القائمة بنسبة 78%.

وكشفت الدراسة أن 92% من المشجعين راضون تمام الرضا عن تجربة الشراء من المتجر الرسمي للنادي؛ ويتقدم جمهور الهلال بنسبة 95%، يليه الاتحاد 92%، بينما يسجل الأهلي أدنى مستوى رضا نسبي بـ 89%.

وتشير النتائج إلى ضعف الوعي الجماهيري بالرعاة الرسميين للأندية، إذ لا يعرف 61% من المشجعين أي راع لناديهم، وترتفع النسبة إلى 75% بين الإناث و 67% لدى جماهير الأهلي، مع تراجع المعرفة مع التقدم في العمر.

وفي المقابل، لا يتابع 45% من الجماهير محتوى رعاة أنديتهم إطلاقاً، مقابل 13% فقط يبدون تفاعلاً دائماً، ويتفوق الذكور في هذا الجانب بنسبة متابعة دائمة بلغت 13% مقارنة بـ 9% فقط بين الإناث.

وتعد الفئة العمرية من 18 إلى 28 عاماً هي الأكثر تفاعلاً، إذ سجلت أعلى معدل متابعة دائمة بنسبة 15%. وعلى مستوى الأندية، أظهرت جماهير الأهلي أعلى معدل متابعة دائمة بنسبة 16%.

وجدير بالذكر أن شركة "دي آر سي" هي شركة سعودية استشارية مساهمة مدرجة، تأسست في عام 2014، وتعمل في مجال دعم عملية اتخاذ القرار من خلال منظومة متكاملة من الإمكانات البحثية وحلول البيانات والذكاء الاصطناعي، وذلك عبر كوادر سعودية مؤهلة وخبرات عالمية. وتمتلك الشركة إمكانات بحثية واستشارية تمتد لتغطي المستوى الإقليمي والعالمي، معتمدة على تقنيات متقدمة ومنهج علمي مبتكر.

سياسة الخصوصية

© 2025 جميع الحقوق محفوظة